اعتمد البرلمان الأوروبي التعديل الذي يقضي باستبعاد جميع المطبوعات الورقية – مثل الكتب والصحف والمجلات – من نطاق تطبيق لائحة إزالة الغابات. ومن المقرر أن يُعقد اجتماع “الحوار الثلاثي” بين البرلمان الأوروبي والمفوضية والمجلس في ديسمبر المقبل، للتوصل إلى اتفاق نهائي بين وجهات النظر المختلفة، تماماً كما حدث في ديسمبر 2024 حين تقرر، في اللحظات الأخيرة، تأجيل تطبيق اللائحة لمدة عام.

وفي تعليقها على تصويت البرلمان الأوروبي، قالت سونيا دراغا، رئيسة اتحاد الناشرين الأوروبيين (FEP): “لقد مثل اقتراح المفوضية الأوروبية الأخير لتبسيط لائحة إزالة الغابات خطوة مرحّب بها في الاتجاه الصحيح؛ غير أنه أخفق في الاعتراف بالتعقيدات الخاصة بسلاسل إنتاج وتوزيع المطبوعات. فالكتب تقع في أسفل سلسلة التوريد، ما يجعل متطلبات الإفصاح والعبء الإداري الواقع عليها غير متناسبين بشكل كبير. إضافةً إلى ذلك، فإن ملايين الكتب كانت ستواجه خطر الإتلاف، لأن اللائحة كانت ستمنع استيرادها إلى الاتحاد الأوروبي – وهي نتيجة كارثية، بل عبثية، لقانون يُفترض به حماية غابات العالم. كما كان من شأن اللائحة منع المزيد من الكتب والدوريات من دخول الاتحاد الأوروبي، مما سيُقيد بشدة قدرة المكتبات على اقتناء محتوى من خارج أوروبا – وهو أمر ستكون له آثار سلبية خطيرة، خصوصاً على مجالي البحث العلمي والتعليم. الكتب بطبيعتها منتجات مستدامة؛ فهي تُنتج غالباً من مصادر معتمدة أو مُدارة بشكل مسؤول، أو من مواد مُعاد تدويرها. هي أوعية معرفة ومحتوى، وينبغي ألا تُعامل كبضائع تجارية. إدراجها في نطاق اللائحة لن يحقق أي فائدة بيئية ملموسة، بل سيضيف أعباء بيروقراطية غير ضرورية. لذلك، يدعو اتحاد الناشرين الأوروبيين المشرعين الأوروبيين إلى الإبقاء على هذا الاستبعاد.”

من جانبه، قال بيتر كراوس فوم كليف، المدير العام لاتحاد بورزينفراين الألماني، العضو في الاتحاد الدولي للناشرين: “من الضروري أن يبدأ تطبيق اللائحة من حيث تحدث إزالة الغابات فعلياً، أي في مناطق زراعة المواد الخام وإنتاجها. ولم يكن إدراج المطبوعات ضمن نطاق اللائحة متضمناً في اقتراح المفوضية الأصلي، وبالتالي لم تُجرَ أي دراسة لتقييم آثار هذا القرار. نتوجه بالشكر إلى أعضاء البرلمان الأوروبي الذين أظهروا تفهماً عميقاً لمصالح قطاعنا. ويبقى الآن ضمان تثبيت موقف البرلمان خلال الحوار الثلاثي.”

وقال إينوتشينزو تشيبوليتا، رئيس اتحاد الناشرين الإيطاليين (AIE): “لقد اعترف البرلمان الأوروبي اليوم بعدم ملاءمة إدراج الكتب والصحف والمجلات ضمن نطاق لائحة إزالة الغابات، واعتمد تعديلاً يقضي باستبعادها بأغلبية 449 صوتاً مقابل 202. يُعد هذا التطور خطوة مهمة في المفاوضات مع المفوضية والمجلس الأوروبيين، والتي ستستمر في الحوار الثلاثي. ونشكر أعضاء البرلمان على هذا الإنجاز وعلى تفهمهم لمخاوف صناعة النشر.”

وأضاف رؤساء الاتحادات: “لطالما التزمت صناعة النشر بتحقيق مزيد من الاستدامة البيئية، بما ينسجم مع أهداف اللائحة. فالكتب والصحف والمجلات تُطبع منذ سنوات على ورق معتمد ومستدام أو مُعاد تدويره. غير أن اللائحة لم تراعِ خصوصيات هذا القطاع. ولو طُبقت كما هي، لفرضت أعباء غير متناسبة تماماً، بما قد يقوّض الدور الحيوي لصناعة النشر في النمو الثقافي والديمقراطي للمجتمع.”

وتابعوا: “من خلال فهمه لمصالح قطاعنا، اتخذ البرلمان خطوة مهمة في الدفاع عن التعددية الثقافية وتنوع مصادر المعلومات. ونأمل الآن أن تدعم الحكومة الإيطالية هذا التعديل خلال الحوار الثلاثي.”

أما دان كونواي، الرئيس التنفيذي لاتحاد الناشرين في المملكة المتحدة، فقال: “إن الدعم العملي الذي أظهره البرلمان الأوروبي لاستبعاد الكتب من لائحة إزالة الغابات يعكس إدراكاً حقيقياً لتعقيدات إنتاج الكتب وتوزيعها مقارنة بالسلع أحادية المنشأ التي صُمم التشريع لأجلها. إن التزام قطاع النشر بصناعة أكثر نظافة واستدامة لا يزال راسخاً. وسوف يتيح تمرير هذا التعديل – والذي نأمل أن يوافق عليه كل من المجلس والمفوضية في أقرب وقت – للمؤلفين والناشرين توجيه جهودهم نحو مجالات أخرى يمكن تحقيق مكاسب بيئية كبيرة من خلالها.”