رفعت شركة Getty Images دعوى قضائية ضد شركة الذكاء الاصطناعي Stability AI في المملكة المتحدة، بدعوى أن أداتها لتوليد الصور «Stable Diffusion» انتهكت حقوق الملكية الفكرية المملوكة لـGetty أثناء تطوير نموذج الذكاء الاصطناعي وتدريبه واستخدامه.

اعترفت القاضية جوانا سميث بادعاء انتهاك العلامة التجارية، ولا سيما فيما يتعلق بالعلامات المائية الخاصة بـGetty التي ظهرت على صور ولّدها مستخدمو Stable Diffusion، لكنها رفضت دعوى انتهاك حقوق المؤلف الثانوية، معتبرةً أن النموذج لم يخزّن أو يعيد إنتاج الأعمال المحمية بطريقة تُعد بمثابة استيراد للمحتوى إلى المملكة المتحدة.

ومن المهم الإشارة إلى أن Getty لم تُتابع ادعاءاتها الأساسية المتعلقة بالتدريب غير المصرح به أو المخرجات أو قواعد البيانات، لعدم وجود أدلة على أن التدريب جرى داخل المملكة المتحدة. وبالتالي، لم يتطرق الحكم إلى مسألة ما إذا كان تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي أو جمع البيانات عبر الإنترنت داخل المملكة المتحدة يُعد انتهاكاً لحقوق المؤلف.

وقالت كاتريونا ماكليود ستيفنسون، المستشارة القانونية ونائبة الرئيس التنفيذي لاتحاد الناشرين في المملكة المتحدة: “هذا ليس الحكم الفاصل الذي كان يتوقعه البعض فيما يتعلق بالذكاء الاصطناعي وحقوق المؤلف. فالحكم محدود للغاية في نطاقه، وسقط لغياب الأدلة وليس لمبدأ قانوني جوهري. كما أنه لم يفصل في السؤال المحوري: هل يُشكل تدريب وتطوير وتشغيل نموذج لغوي كبير انتهاكاً مباشراً لحقوق المؤلف في المملكة المتحدة؟ ما كشفه الحكم بوضوح هو حجم الصعوبة التي تواجهها الشركات—حتى الكبرى منها مثل Getty—في حماية حقوق المؤلف في غياب قواعد الشفافية.”

 

وفي أواخر نوفمبر، أصدرت محكمة ألمانية حكماً تاريخياً يتعلق بحقوق المؤلف وتدريب الذكاء الاصطناعي.

رفعت جمعية GEMA، وهي هيئة إدارة حقوق تمثل نحو 100 ألف من مؤلفي الموسيقى الألمان، دعوى ضد OpenAI لاستخدامها كلمات أغنيات لمؤلفين ألمان شهيرين. وقد قضت المحكمة بأن OpenAI انتهكت حقوق المؤلف عبر استخدام هذه الكلمات في التدريب وإعادة إنتاجها في ردود ChatGPT، وأيّدت المحكمة مطالب الجمعية بالحصول على أوامر قضائية بالكف، والإفصاح، والتعويض.

ورفضت المحكمة دفوع OpenAI التي زعمت أن نماذجها لا تخزن أو تنسخ البيانات التدريبية، وأن التدريب والاستخدام محميّان بالاستثناءات الواردة في التوجيه الأوروبي 2019/790، معتبرةً أن وجود كلمات الأغاني داخل «معاملات» النموذج يُشكل تثبيتاً للعمل الأصلي، وأن إعادة إنتاجها في الردود تُعد انتهاكاً إضافياً عبر النسخ والإتاحة العامة.

وقال بيتر كراوس فوم كليف، المدير العام لاتحاد الناشرين الألمان Börsenverein: “يرحب الاتحاد بهذا الحكم الذي يجعل لأول مرة في أوروبا مزوداً رئيسياً للذكاء الاصطناعي مسؤولاً عن استخدامه غير المصرح به للمصنفات المحمية. نأمل أن يضع هذا الحكم حداً لحالة العجز التي عانى منها المبدعون لسنوات. فمن دون استغلال جماعي لأعمال الآخرين، ما كان لهذه المنصات أن تبني أسواقاً بمليارات الدولارات. ومن ثم، فإن الحصول على تراخيص للتدريب باستخدام المحتوى المحمي ليس مجرد خيار، بل ضرورة أخلاقية وعادلة.”

 

كما رحبت ميكايلا زابروفسكي، المديرة التنفيذية لاتحاد الناشرين السويديين، بالحكم قائلة: “هذا حكم تاريخي. للمرة الأولى في أوروبا، تُحاسَب شركة ذكاء اصطناعي على استخدام غير مرخص لأعمال محمية. إن قرار المحكمة يؤكد أن حقوق المؤلف يجب احترامها أيضاً في تطوير خدمات الذكاء الاصطناعي.”

 

وفي سياق آخر، نشر الاتحاد الأوروبي والدولي للكتبيين (EIBF) ميثاقه الخاص بالذكاء الاصطناعي، بهدف تعزيز استدامة قطاع النشر ومناعته. ويتضمن الميثاق 11 مبدأً توجيهياً أبرزها:

  • حقوق المؤلف أساس الصناعة
  • حقوق المؤلف تمكّن الابتكار
  • الحوكمة والمساءلة ضرورية للمنافسة العادلة
  • الذكاء الاصطناعي التوليدي يجب أن يكون إنسانياً وأخلاقياً
  • من حق المستهلك معرفة مصدر المحتوى
  • الاستدامة البيئية عنصر أساسي
  • تنافسية القطاع تتطلب عدم إقصاء الشركات الصغيرة
  • المكتبات ومحلات الكتب تحتاج حلولاً متوافقة
  • الذكاء الاصطناعي التوليدي يجب أن يعتمد على الإذن لا المصادرة
  • الذكاء الاصطناعي قادر على دعم الكتب والبائعين
  • الحاجة إلى أبحاث وتقويمات مخاطر الذكاء الاصطناعي

يواصل الاتحاد الدولي للناشرين جهوده ضد إدراج استثناءات جديدة للذكاء الاصطناعي أو التنقيب في النصوص والبيانات (TDM). فقد دعم الاتحاد مؤخراً عضوَه الأسترالي (APA) في رفض إدخال استثناء TDM على قانون حقوق المؤلف الأسترالي، ونجح في ذلك (المزيد هنا). وبنهج مماثل في فيتنام، أكد الاتحاد أنه لا ينبغي سن أي استثناء يتعلق بالـTDM أو الذكاء الاصطناعي سواء عبر تشريعات مستقلة أو ضمن قوانين الملكية الفكرية.