الكلمات تُشكِّل رؤيتنا للعالم. يمكنها أن تتحدى الصور النمطية وتُلهم التغيير الاجتماعي. فعلى مدى قرون، كانت الكتب ملاذًا ووسيلة للتحرر، خصوصًا بالنسبة للنساء اللواتي طالما أُسكتت أو أُهملت أصواتهن. ولتكريم هذا الإرث مع التطلع نحو المستقبل، شارك المكتب الإقليمي لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في أوروبا وآسيا الوسطى (UN Women ECARO)، بالتعاون مع الاتحاد الدولي للناشرين ، لأول مرة في أكبر معرض للكتاب في العالم – معرض فرانكفورت الدولي للكتاب في أكتوبر 2025.

قالت إليسا فرنانديز ساينز، نائبة المديرة الإقليمية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة – أوروبا وآسيا الوسطى: “نحن نجمع أصوات النساء المبدعات من الناشرات والكاتبات في منطقتنا لاستكشاف كيف يمكن للأدب والقصص التي نرويها أن تُسهم في تغيير الأعراف الاجتماعية وتحدي الأفكار الراسخة حول النوع الاجتماعي التي تُشكّل مجتمعاتنا. وكان شعارنا لهذا العام «لكل النساء والفتيات: كلمة، حرية، وكتب تخصّهن» مستوحى من نص فرجينيا وولف الشهير.”

تحدثت الكاتبة الإيطالية فرانشيسكا كافالوعن التأثير العميق للقصص التي نقرأها في طفولتنا، قائلة: “غالبًا ما ننسى مدى تأثير القصص التي قرأناها ونحن أطفال. فمع أننا نتذكر القليل منها، إلا أن ما نتوقعه من العالم – وما نعتقد أن العالم يتوقعه منا – يتشكل بدرجة كبيرة من خلال تلك القصص. أدب الأطفال هو أكثر أشكال الأدب سياسيةً، لأن ما يؤمن به الأطفال بشأن مكانتهم في العالم هو ما يُشكِّل مستقبلنا الجماعي.”

وخلال فعاليات المعرض، وقّعت هيئة الأمم المتحدة للمرأة (UN Women ECARO) والاتحاد الدولي للناشرين مذكرة تفاهم تمهّد لشراكة جديدة تهدف إلى تسخير إمكانات صناعة النشر في تعزيز المساواة بين الجنسين وحقوق المرأة.

وقالت غفانتسا جوبافا، رئيسة الاتحاد الدولي للناشرين: “بوصفي رابع امرأة تتولى رئاسة الاتحاد في تاريخه الممتد لأكثر من 130 عامًا، أشعر بالفخر لأن هذه المذكرة تسعى إلى تعزيز مبادئ تمكين المرأة بين أعضائنا، حتى نرى في المستقبل مزيدًا من النساء في المناصب القيادية في صناعة النشر.”

وفي هذا السياق، نظّمت هيئة الأمم المتحدة للمرأة جلسة حوار بعنوان «النساء في النشر: الأسقف الزجاجية والجدران الورقية» على المسرح الرئيسي لمعرض فرانكفورت، لمناقشة التحديات المستمرة التي تواجهها النساء في عالم النشر.

وأضافت إليسا فرنانديز ساينز: “في هيئة الأمم المتحدة للمرأة، نؤمن بأن رواية القصص من أقوى الأدوات التي نملكها لتعزيز المساواة بين الجنسين. فكل قصة تُركّز على تجربة امرأة، وكل كتاب يمنح صوتًا لحلم فتاة، وكل حكاية تكسر الصمت، تقرّبنا خطوة من العالم الذي نطمح إليه – عالم عادل، متكافئ، وخالٍ من القوالب النمطية والقيود.”

وشاركت هيئة الأمم المتحدة للمرأة – أوروبا وآسيا الوسطى في معرض فرانكفورت إلى جانب نخبة من الكاتبات البارزات مثل إيكاتيرين توغونيدزه من جورجيا، ويونيلا هاداركا من مولدوفا، وفرانشيسكا كافالو من إيطاليا، اللواتي شاركن في جلسة «استيقظي ولا تنامي: إعادة كتابة السرد» التي أدارتها كارين بانسا؛ كما شاركت ناشرات رائدات هنّ: نازلي بريفان أك من تركيا، ومارتا كانديدا مارتينيز غوتييريز من إسبانيا، وباربرا بودريش من ألمانيا، في جلسة «النساء في النشر: الأسقف الزجاجية والجدران الورقية» التي أدارها مارتن راشيل.