يؤكد هذا البيان أن الانتماء عنصر أساسي في تعزيز تبادل الأفكار، ودعم القيم الديمقراطية، وضمان التدفق الحر للمعلومات على مستوى العالم. ومن خلال ترسيخ مبدأ الشمول في قلب قطاع النشر والكتب، يسعى هذا القطاع إلى ضمان قدرة جميع المشاركين على الإسهام بفاعلية، وتمكين القرّاء من الوصول إلى القصص والمعارف من وجهات نظر متنوعة.
يأمل الموقّعون أن يكون هذا البيان دعوة لجميع أطراف منظومة النشر والكتاب للوقوف بحزم ضد الانقسام، والعمل على ترسيخ ثقافة الانتماء التي تعكس التنوع الغني لمجتمعنا العالمي.
تحظى هذه المبادرة بدعم من منظمات دولية مرموقة، هي: الاتحاد الدولي للناشرين (IPA)، والمجلس الدولي لكتب اليافعين (IBBY)، والاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات (IFLA)، ومعرض فرانكفورت الدولي للكتاب، ومنظمة بن الدولية (PEN International)، واتحاد الكتبيين الأوروبي والدولي (EIBF)، في تجسيد لرؤية مشتركة نحو منظومة نشر شاملة تدافع عن حرية التعبير وتُعزّز التعاون عبر الحدود.
يتزامن إطلاق البيان مع انعقاد قمة الانتماء الأولى (Belonging Summit)، وهي جلسة حوارية رفيعة المستوى تُقام على المنصة الرئيسية ضمن برنامج معرض فرانكفورت الدولي للكتاب 2025، يوم الأربعاء 15 أكتوبر.
وقد رحّبت الأمم المتحدة بهذه المبادرة، حيث قالت ماري غلين، رئيسة قسم منشورات الأمم المتحدة:
“نرحب بهذه الدعوة إلى العمل التي تعترف بأن الانتماء هو جوهر التنمية المستدامة وأجندة 2030. إنها تذكّرنا بأن التنمية ليست مجرد تقدم بشري، بل هي أيضًا بناء مستقبل مستدام يفيد الإنسان والكوكب معًا. فعندما نُنشئ مساحات شاملة، يمكننا تعزيز الفهم وتمكين العمل. وقد رأينا بالفعل هذه المبادئ في الممارسة من خلال الميثاق الخاص بالناشرين لتحقيق أهداف التنمية المستدامة (SDG Publishers Compact)، حيث ساهم الإحساس المشترك بالغاية في دفع العمل نحو عالم أكثر استدامة.”
وقال آرنه سفينغن، الأمين الدولي لمنظمة بن الدولية: “يزدهر الانتماء حيث تُصان حرية التعبير، وحيث يمكن لكل صوت أن يُسمع دون خوف. واليوم، يتعرض تبادل الأفكار للتهديد من خلال إسكات الكتّاب وحظر الكتب. هذه ليست مجرد أعمال رقابة، بل محاولات تهدف إلى تقويض أسس الديمقراطية. وعلينا كقطاع أن نغذي شعور الانتماء وأن نحمي معًا حق الأفراد في التعبير والقراءة وإيصال أصواتهم.”
وقال جيوفاني هوِبلي، نائب رئيس الاتحاد الدولي للناشرين: “في عصر تتعرض فيه ركائز حرية النشر الأساسية للتهديد، يصبح دورنا كناشرين أكثر أهمية من أي وقت مضى. من خلال الكتب المتاحة للجميع، ونوادي القراءة الشاملة، والقصص التي تصل إلى كل إنسان، يمكننا تعزيز أهداف التنمية المستدامة، وترسيخ الانتماء، وتعزيز ثقافة الشمول داخل دور النشر نفسها. إن حماية حرية النشر تعني أيضًا تمكين الأصوات المتنوعة وبناء عالم يملك فيه الجميع حق القراءة والمشاركة والانتماء.”
وقالت بصرت كاظم، رئيسة المجلس الدولي لكتب اليافعين (IBBY): “يسعدنا أن ينضم المجلس الدولي لكتب اليافعين إلى هذه المبادرة المهمة. ففي صميم مهمتنا الإيمان بأن الأجيال الصاعدة يجب أن تنشأ على قصص تُعزّز الفهم من خلال تجسيد الانتماء والتنوع والاحترام. وباعتبارهم مواطني الغد، فإن دورهم أساسي في بناء مجتمعات أكثر تعاطفًا وشمولًا، ومن مسؤوليتنا المشتركة أن نضمن أن تُرى أصواتهم وتُسمع عبر الكتب التي يقرؤونها.”
وقال فابيان باغمان، رئيس اتحاد الكتبيين الأوروبي والدولي (EIBF) والرئيس التنفيذي لمكتبات باغمان: “في اتحاد الكتبيين الأوروبي والدولي، نؤمن بشدة بأن حرية القراءة هي أساس مجتمع مزدهر. فكل قارئ يستحق الوصول إلى أصوات وأفكار متنوعة، ومن مسؤوليتنا أن نضمن بقاء المكتبات ودور الكتب فضاءً يتيح للجميع الاستكشاف والتساؤل والشعور بالانتماء.”
البيان الكامل:
الانتماء مهم — لقطاعنا، ولمجتمعاتنا، وللحوارات والقصص التي نتقاسمها
في زمنٍ يشهد تزايد الاستقطاب وتصاعد التضليل وسوء المعلومات، يتحمّل قطاع النشر والكتاب مسؤولية أساسية للحفاظ على دوره الحيوي في المجتمع. فبصفتنا أمناء على المعرفة والحوار والاكتشاف، ندرك أن الديمقراطيات الصحية والمزدهرة تقوم على إتاحة جميع الأصوات، والمعلومات الموثوقة عالية الجودة، وحرية التعبير. وفي صميم عملنا، إيمانٌ راسخ بأن لكل إنسان، بغض النظر عن خلفيته أو هويته، الحق في أن يشعر بالانتماء.
الانتماء يعني أن يُرى الإنسان ويُسمع ويُحترم في القصص التي نرويها، وفي العلوم التي نبتكرها، وفي المعارف التي نتشاركها. فعندما يشعر الناس بالترحيب والتمكين، تتولد أفكار جديدة ورؤى أعمق، وتنشأ تعاطفات إنسانية أوسع، تعود بالنفع ليس فقط على قطاع النشر والكتب، بل على المجتمع بأسره.
يؤدي قطاع النشر والكتاب دورًا محوريًا في تعزيز الشعور بالانتماء، ونحن نؤكد مسؤوليتنا المشتركة في ما يلي:
- حماية حرية التعبير، وحرية النشر، وحرية القراءة باعتبارها ركائز أساسية للنشر والحوار العام؛
- الدفاع عن المعلومة الموثوقة والمصداقية بوصفها أساس اتخاذ القرار المستنير والمشاركة الديمقراطية؛
- تمكين جميع الأصوات والرؤى، إدراكًا بأن كل قصة تُروى تُثري فهمنا الجمعي وتعزز التعاطف بين الأجيال، ولا سيما لدى القرّاء الشباب؛
- إنشاء مساحات ومنصات شاملة — مثل المكتبات ودور الكتب — يمكن فيها للمؤلفين والباحثين والمحررين والقرّاء تبادل الأفكار ووجهات النظر؛
- الالتزام بالنزاهة والعدالة في كيفية إنتاج المعرفة ومشاركتها وحفظها.
الاتحاد الأوروبي والدولي للكتبيين (EIBF)
الاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات (IFLA)
المجلس الدولي لكتب اليافعين (IBBY)
الاتحاد الدولي للناشرين (IPA)
منظمة بن الدولية (PEN International)
