“أرحِّب بأعضاء الاتحاد الدولي للنشر، وزملاء النشر…
لقد شغلتُ منصب رئيس الاتحاد الدولي للناشرين منذ ما يزيد قليلًا عن 6 أشهر. مرَّ الوقت بسرعة. وأردت أن أشارككم بعض تجاربي وأفكاري من عملنا في الاتحاد الدولي للناشرين خلال هذه الفترة.

إن قطاعنا مُلهِم جدًّا، وهي حقيقة كنت أعرفها بطبيعة الحال. لقد عادت معارض الكتب الآن، وهي تشهد حضورًا كبيرًا للغاية، وقد بذلنا قصارى جهدنا للوجود في كل قارة.

كان أميننا العام ورئيس لجنة حقوق التأليف والنشر في معرض القاهرة الدولي للكتاب، وكان نائب الرئيس في معرض تشيناي الدولي الأول للكتاب، وكان أميننا العام في نيودلهي، وكان لدينا وفدٌ قويٌّ في معرضَيْ بولونيا ولندن للكتاب، لقد كنَّا حاضرين في صالون الكتاب في باريس وفي جنيف، وكذلك في معرض الكتاب في بوينس آيرس، كما حضرنا افتتاح أكرا عاصمةً عالميَّةً للكتاب لعام 2023. أخيرًا، تشرَّفتُ بدعوتي إلى معرضَيْ الكتاب الدوليَّيْن في سول وبكين، بينما حضر نائب الرئيس مهرجان أرسنال الدولي للكتاب في كييف.
لقد كانت تجربة رائعة أن أتمكَّن من مقابلة الكثير منكم في مثل هذه المدة الزمنية القصيرة، لمعرفة أين تزدهر أسواقكم وأين تكمن التحديات.

يتواصل التزام الاتحاد الدولي للناشرين بالركائز الأساسية لحقوق التأليف والنشر وحرية النشر.

تشكِّل المنظمة العالمية للملكية الفكرية جزءًا أساسيًّا من عملنا في حقوق التأليف والنشر. وحضرتُ اجتماع اللجنة الدائمة المعنية بحق المؤلف والحقوق المجاورة التابعة للمنظمة العالمية للملكية الفكرية في مارس، التي تضمُّ وفدًا قويًّا من الناشرين في جميع أنحاء العالم. تتزايد الضغوط لفرض المزيد من الاستثناءات والقيود على حقوق التأليف والنشر عالميًّا؛ وبالتالي، تظل مشاركتنا مع المنظمة العالمية للملكية الفكرية ذات أهمية حيوية.
لا تتوقَّف جهودنا المتعلقة بحقوق التأليف والنشر عن المنظمة العالمية للملكية الفكرية، وبعد اجتماع لجنة حقِّ المؤلف في لندن، عقدنا ندوتين رائعتين عبر الإنترنت عن الذكاء الاصطناعي وإنفاذ حقوق التأليف والنشر بالفعل هذا العام، بالإضافة إلى اجتماعات إقليمية لأعضائنا في أمريكا اللاتينية وإفريقيا.

عندما نتحدث عن حرية النشر، فقد أظهر حفل جائزة فولتير لهذا العام سببَ وجوب مواصلة العمل للاحتفال بالناشرين الشجعان في جميع أنحاء العالم. لقد منحنا جائزة فولتير لعام 2023 للناشر العراقي مازن لطيف علي، الذي اختفى في العراق منذ 3 سنوات. كما منحنا جائزة فولتير الخاصة إلى الشاعر الأوكراني فولوديمر فاكولينكو، الذي اغتاله الجنود الروس خلال الحرب الأوكرانية. وتسلَّمَت الكاتبة الأوكرانية فيكتوريا أميلينا الجائزة الخاصة وأعادتها إلى والدَيْ فاكولينكو. ومن المفجع أنها أصبحت أيضًا ضحيَّةً للحرب، حيث قُتِلَت بعد تفجيرٍ وقع الشهر الماضي. أقيم حفل جائزة فولتير في منتدى التعبير العالمي في ليلهامر، النرويج. يمكنكم مشاهدة حفل الجوائز على موقعنا الإلكتروني.

بالتأكيد، يتجاوز عمل الاتحاد الدولي للناشرين حقوق التأليف والنشر وحرية النشر. لقد ساعدنا في الحصول على توقيع أكثر من 300 موقِّع على اتفاق الناشرين لأهداف التنمية المستدامة، واحتفلنا بالذكرى العاشرة لتوقيع معاهدة مراكش التي تساعد في توفير الكتب الميسَّرة للأشخاص ضعاف البصر.

واصل منتدى الناشرين في مجال التعليم التابع لنا جذب الأعضاء إلى اجتماعات مهمة في لندن ومدريد، حيث استمعنا إلى كبار مسؤولي المفوضية الأوروبية والحكومة الإسبانية، بالإضافة إلى خدمات أمازون ويب واليونسكو. تعمل لجنة البيانات والإحصائيات الجديدة التابعة لنا مع كلٍّ من المنظمة العالمية للملكية الفكرية ونيلسن لزيادة البيانات حول قطاعنا، وتواصل اللجنة الشاملة للنشر والإلمام بالقراءة والكتابة عملها الرائد تجاه الاستدامة وأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.

ستشهد الأشهر القليلة المقبلة استعدادنا لانعقاد جمعيتنا العامة في 21 نوفمبر، وستكون جلسة افتراضية مرة أخرى. كالمعتاد، سيكون الترحيب بالأعضاء الجدد في الاتحاد الدولي للناشرين أبرزَ أحداث الجمعية العامة. كما سيكون لدينا برنامج كامل للأحداث في معرض فرانكفورت للكتاب.

سيشكِّل معرض غوادالاخارا للكتاب هذا العام تجربةً نهائيَّةً للمؤتمر الدولي الرابع والثلاثين للناشرين، المقرَّر عقده في الفترة من 4 إلى 6 ديسمبر 2024- دوِّنوا هذه التواريخ في يومياتكم!

أودُّ أن أتقدم بالشكر إلى نائبي، جفانتسا جوبافا، وأميننا العام، خوسيه بورغينو، ورؤساء لجنتنا، وأمانتنا، جيمس، وفيرا، وأوليفييه- على تفانيهم خلال الأشهر الستة الأولى من شغلي لمنصب الرئاسة.

شكَّل الناشرون قوَّةً دافِعةً من أجل الخير في العالم لعدة قرون، وأتطلَّع إلى العمل معكم جميعًا في الأشهر المقبلة لإظهار القيمة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية الكبيرة للنشر العالمي.

وشكرًا”.