لم تتمكن رئيسة اللجنة الدائمة المعنية بحق المؤلف والحقوق المجاورة (SCCR)، فانيسا كوهين، من حضور جلسات اليوم بسبب وعكة صحية. وقد تمنّى عدد من الدول الأعضاء لها الشفاء العاجل (ونحن نشاركهم هذا التمني). ونتيجة لذلك، افتتح نائب الرئيس، بيتر لابودي، أعمال اليوم بعرض حول النص المقترح ضمن إطار العمل نحو إعداد صك قانوني دولي مناسب أو عدة صكوك بشأن القيود والاستثناءات (SCCR/47/8)، تلتُه عروض موجزة من المجموعة الإفريقية حول مقترحها بشأن القيود والاستثناءات (SCCR/47/5)، ومن الولايات المتحدة الأمريكية التي قدّمت نسخاً محدّثة من الوثيقة والمبادئ المتعلقة بالاستثناءات والقيود لصالح المكتبات والأرشيفات (الوثيقة الأصلية SCCR/26/8 ثم SCCR/44/5)، بالإضافة إلى الأهداف والمبادئ الخاصة بالاستثناءات والقيود للمؤسسات التعليمية والتدريسية والبحثية (الوثيقة الأصلية SCCR/27/8). وقد نُشرت النسختان المحدّثتان أمس تحت الرمزين SCCR/47/9 وSCCR/47/10.
وفي فترة بعد الظهر، عُقدت الفعالية الجانبية بعنوان: “إعادة التفكير في حقوق المؤلف ضمن سوق الكتب المستعملة”، بتنظيم المنتدى الدولي للمؤلفين (IAF) ومنظمة “لا صوفيا”. وقد أدار النقاش كيفن فيتزجيرالد (IAF) بمشاركة كلٍّ من باربرا هايز (ALCS – المملكة المتحدة)، فلورانس-ماري بيريّو، جوفري بيلتييه (كلاهما من لا صوفيا – فرنسا)، وجويل غرين (رئيس نقابة الكتّاب في ترينيداد وتوباغو). وقد استعرضت الجلسة نتائج دراسة أعدّتها منظمة لا صوفيا في فرنسا حول النمو السريع لسوق الكتب المستعملة وتأثيره على المبدعين الأصليين وإيراداتهم المحتملة، والتي قُدّرت بحوالي 16 مليون يورو. وبيّنت نتائج الدراسة أن هذا النمو، على الرغم من توسعه كمصدر أساسي للمستهلكين، لا ينعكس بأي شكل في زيادة عائدات المؤلفين أو الرسامين أو الناشرين أو أي فئة أخرى من المبدعين.
وعند استئناف الجلسة العامة، قدّم نائب الرئيس تقريراً مقتضباً حول المناقشات غير الرسمية البنّاءة، مشيراً إلى استمرار الجهود لتحديد نقاط التوافق التي يمكن البناء عليها لتحقيق تقدم.
بعد ذلك، انتقل نائب الرئيس إلى تقديم أمانة المنظمة لأداة النفاذ (Access Toolkit)، والتي كان من المقرر تقديمها يوم الخميس. وقد قدّمت الأمانة تقريراً عمّا تم إنجازه حتى الآن، مؤكدةً أن مسودة الأداة ستُتاح قبل نهاية ديسمبر، مع تحديد نهاية شهر فبراير موعداً نهائياً لاستقبال التعليقات. وسيُعرض النص المنقح في الدورة الثامنة والأربعين للجنة SCCR في مايو 2026.
وبذلك، وبشكل مفاجئ، أعلن نائب الرئيس اختتام مناقشة بنود جدول الأعمال الخاصة بالقيود والاستثناءات دون أي تعليقات إضافية من المجموعات الإقليمية أو الدول الأعضاء. وقد قدّم الاتحاد الدولي للناشرين البيان التالي بشأن هذا البند:
وقد أيد هذا البيان عضو الاتحاد ومراقب الويبو “شبكة الناشرين الأفارقة” (APNET).
نودّ أن نشكر الدول الأعضاء التي أكدت بوضوح كفاية الأحكام والاستثناءات الواردة في الصكوك الحالية. وهذا الرأي تشاركه معنا عضويتنا المكوّنة من 107 اتحاداً من 85 دولة.
في إفريقيا، تتراوح نسبة النشر التعليمي بين 70% و95% من إجمالي قطاع النشر. وهذه شركات إفريقية مملوكة لأفارقة، تدعم المؤلفين الأفارقة وتنتج محتوى تعليمياً ملائماً خصيصاً للطلاب الأفارقة.
ويؤكد لنا أعضاؤنا أنهم لم يُستشاروا من قبل حكوماتهم، وأنهم يشعرون بالمفاجأة والقلق إزاء المقترحات المطروحة هنا.
يُعدّ حق المؤلف الآلية التي يقوم عليها هذا القطاع. وأي إضعاف لحق المؤلف من خلال توسيع نطاق الاستثناءات وفرض معاهدة عالمية من شأنه أن يعرّض قطاع النشر الإفريقي للخطر، ويقوّض أي إمكانية لتحقيق الاكتفاء الذاتي. بل إنه سيحوّل القيمة من القارة الإفريقية إلى جيوب أكبر الشركات العابرة للتاريخ.
وبدلاً من هذا الاستحواذ الضخم على الثروة والابتكار الإفريقي، نحث الدول الأعضاء على دعم صناعاتها الإبداعية المحلية من خلال تعزيز الحقوق الاستئثارية للمبدعين والناشرين، والتركيز على إنفاذ القانون، والقضاء على القرصنة.
ثم انتقلت المناقشات إلى البند الثامن من جدول الأعمال: “مسائل أخرى”، بدءاً بحق إعادة بيع الأعمال الفنية، حيث عُرض تسجيل مرئي للمؤتمر الإقليمي الإفريقي بشأن هذا الحق، والذي عُقد في الرباط في أكتوبر 2025، أعقبه تقرير إضافي من مندوب المغرب. وقد أدلت المجموعات الإقليمية والدول الأعضاء بتعليقاتها واستعرضت تحديثات أنظمتها الوطنية. فهل كان هناك تحول طفيف يشير إلى دعم إضافة هذا البند إلى البنود الدائمة لجدول الأعمال؟
وبعد استراحة قصيرة، قدّمت وفد إندونيسيا مقترحه بشأن صك قانوني ملزم لحوكمة حقوق الملكية الفكرية على المصنفات الرقمية بعنوان: “تعزيز فرص عادلة في عالم مُعولم” (SCCR/47/6). وقد ركّز العرض على خسارة عائدات حقوق الموسيقى في سياق الاستخدامات العابرة للحدود، مقترحاً إنشاء إطار عالمي لحوكمة العائدات تحت إشراف الويبو.
كما قدّمت مجموعة دول أمريكا اللاتينية والكاريبي (GRULAC) مسودة خطة عمل حول حق المؤلف في البيئة الرقمية، استناداً إلى سلسلة من المناقشات السابقة في الدورات الأخيرة للجنة.
وقد خصصت المجموعات الإقليمية والدول الأعضاء والمراقبون ما تبقى من الجلسة للتعليق على المقترحين، حيث تراوحت المداخلات بين مختلف الاتجاهات. أما الفعالية غير الرسمية المسائية، فقد كانت حفل إطلاق “مركز حوكمة المعرفة”.
وخلال اليوم، تلقينا نبأ وفاة الصحفي المتخصص في قطاع الكتاب، بورتر أندرسون. وقد خيّم الحزن على فريق الاتحاد الدولي للناشرين والوفد المشارك هنا في جنيف إثر هذا الخبر. نتقدم بأحر التعازي لعائلته وأصدقائه وزملائه. رحم الله الفقيد.