وفي الفترة الصباحية، عقدت الدول الأعضاء اجتماعات غير رسمية لمواصلة المناقشات حول حماية هيئات البث. في السابق، كان بإمكان المراقبين الاستماع إلى هذه المناقشات دون السماح لهم بالإبلاغ عنها، إلا أن المشاركة والمتابعة اقتصرت هذه المرة على الدول الأعضاء فقط.
هذا الخروج عن العرف الحديث لم يؤثر سلباً على الإقبال على الفعالية الجانبية بعنوان: “الذكاء الاصطناعي التوليدي والموسيقى: كيف يعمل، بناء أسواق مرخصة، وأدلة الصناعة”، التي نظمها الاتحاد الدولي لناشري الموسيقى (ICMP). وقد أدارت أدريانا بيريث-غيل (المستشارة القانونية الأولى في ICMP) جلسة قدّم فيها كلّ من جون فلين (المدير العام للاتحاد)، وكاساندرا ستراوس (مديرة أولى للتقنيات الاستراتيجية في مجموعة يونيفرسال ميوزك)، ويوري كرالي (مسؤول أول للشؤون القانونية والسياسات في ICMP)، وإد نيوتن-ريكس (الرئيس التنفيذي لشركة Fairly Trained)، عرضاً شاملاً حول الفرص الكبيرة التي يتيحها الذكاء الاصطناعي الأخلاقي المرخّص، مقابل التحديات التي تفرضها منصات أخرى تواصل العمل دون الحصول على تراخيص.
تضمّنت الجلسة أمثلة واضحة لأعمال مُنشأة بواسطة الذكاء الاصطناعي كانت مبنية بشكل جلي على أعمال إبداعية قائمة، موسيقية كانت أو سمعية بصرية (لم أكن أتوقع سماع نسخة رديئة مولّدة بالذكاء الاصطناعي لأغنية All I Want for Christmas خلال اجتماعات SCCR). وقد قدّم المتحدثون حججاً قوية لدعم إنشاء أطر للترخيص عند استخدام الذكاء الاصطناعي في الموسيقى، واستعرضوا نماذج لممارسات شفافة رائدة، بما في ذلك شركات تفصح علناً عن مجموعات بياناتها وتحدد بوضوح المحتوى المُنشأ بالذكاء الاصطناعي، بهدف تعزيز ثقة المستهلك وتسهيل التعرف على هذا النوع من المحتوى. أما ادّعاءات بعض منصات الذكاء الاصطناعي بأن الشفافية أمر صعب أو مستحيل، فقد تم تفنيدها تماماً.
وفي فترة بعد الظهر، عادت الجلسة إلى القاعة العامة، وأعيد فتحها أمام المراقبين. وقدّم نائب الرئيس، بيتر لابودي، ملخصاً للنقاط الرئيسية التي طُرحت في الاجتماعات غير الرسمية، مؤكداً الطابع البنّاء والاحترامي لتلك المناقشات. وقد جاء الملخص مقتضباً، مستعرضاً عناصر النقاش ومبيناً ما إذا كان هناك توافق واسع بشأنها أو حاجة لمواصلة النقاش (على سبيل المثال حول المادتين 7 و8).
بعد ذلك، تحولت المناقشات إلى بند الاستثناءات والقيود، حيث أعرب منسقو المجموعات الإقليمية عن تقديرهم لعمل الرئيسة ونائبها على النص المقترح في إطار العمل نحو إعداد صك قانوني دولي مناسب بشأن القيود والاستثناءات (SCCR/47/8)، وأكدوا التزامهم بالحوار البنّاء وقدموا مواقفهم من هذه البنود. وعادت التوترات التي ظهرت يوم الاثنين إلى الواجهة، مع تكرار المواقف الخلافية حول مدى كفاية الإطار القانوني الحالي، تلتها مناقشات حول طبيعة تفويض الجمعية العامة، وما إذا كانت المقترحات تُعد صكوكاً مُلزِمة أو غير مُلزِمة، وما إذا كان ينبغي البدء في صياغة النصوص دون تحديد الأداة القانونية مسبقاً. وقد اختتم المراقبون الجلسة بمجموعة من المداخلات التي دعت إلى توخي الحذر، وشددت جهات من القطاع الإبداعي على أن الإطار الحالي لحق المؤلف كافٍ. وربما كانت مداخلة الاتحاد الدولي لجمعيات منتجي الأفلام (FIAPF) الأكثر حدة، حين صرّح قائلاً: «لا يجوز أبداً صياغة مصلحة عامة على حساب أولئك الذين يبدعون ويُنتجون المصنفات المحمية بحقوق المؤلف».
اختُتم اليوم بالفعالية الجانبية الثانية بعنوان: “الذكاء الاصطناعي والموسيقى: الترخيص للابتكار”، التي نظمها الاتحاد الدولي لصناعة التسجيلات الصوتية (IFPI). المزيد عن ذلك غداً.