جائزة حرية النشر الدولية لعام 2025 من اتحاد الناشرين الأمريكيين (AAP) تُمنح لمنظمة “فريدوم ليترز” (Freedom Letters) اعترفت الجائزة بإنجازات جورجي أوروشادزه، الصحفي السياسي والمشارك في تأسيس دار النشر بالْميرا (Palmira) في موسكو. وقبل مغادرته روسيا، كان أوروشادزه يدير أهم ثلاث جوائز أدبية في البلاد، من بينها جائزة الكتاب الكبير (Big Book Prize) المرموقة. وفي عام 2022، استقال من جميع مناصبه احتجاجًا على غزو روسيا لأوكرانيا، لتصنفه الحكومة الروسية لاحقًا كـ”عميل أجنبي”. بعد ذلك، دخل أوروشادزه في المنفى وأسس دار نشر فريدوم ليترز (Freedom Letters) لمواصلة عمله في مجال النشر. والعديد من الكتّاب الذين ينشر لهم حاليًا يواجهون ملاحقات جنائية أو يقبعون في السجون داخل روسيا، بينما تُحظر دار النشر نفسها في روسيا، وتم حجب موقعها الإلكتروني من قبل السلطات الروسية، كما حُظرت كتبها من قبل مكتب المدعي العام. ومع ذلك، ما تزال جميع العناوين متاحة للقراء داخل روسيا.

قالت ماريا أ. بالانتِه، الرئيسة التنفيذية لاتحاد الناشرين الأمريكيين: “لقد قدّم جورجي أوروشادزه تضحيات استثنائية في سبيل حرية التعبير، وأظهر إصرارًا مذهلًا في بناء دار نشر مزدهرة وهو في المنفى، وألهم العالم بإخلاصه الشديد لنشر أعمال المؤلفين الذين حاول آخرون إسكاتهم.”

يُعد نطاق نشاط دار فريدوم ليترز لافتًا بالنسبة لدار نشر تعمل في المنفى؛ فخلال العامين والنصف الماضيين، أصدرت أكثر من 230 كتابًا بقلم 300 مؤلف، بدعم من فريق يضم 40 متطوعًا من عدة دول. تركّز الدار على الأعمال الأدبية والأدب المناهض للحرب باللغتين الأوكرانية والروسية، بما في ذلك الكتب المحظورة في روسيا، والكتب الداعمة للمضطهدين، والأعمال التي كتبها أشخاص مهددون من قبل الحكومة. وقد كان هذا الإسهام المميز، إلى جانب شجاعته في النشر في ظروف قاسية للغاية، من الأسباب التي جعلت أوروشادزه ضمن القائمة القصيرة لـ جائزة فولتير (Prix Voltaire) لعام 2025.

يشمل كتالوج الدار أعمالًا مثل: “الكلمات الأخيرة لكنها ليست النهائية” (Last But Not Final Words) – مجموعة من البيانات الختامية في المحاكمات التي ألقاها سجناء سياسيون روس، “في زد” (VZ) للكاتب ديمتري بيكوف، رواية عن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي المحظورة في روسيا، “مذكرات الحرب” (The War Diary) للكاتبة أولغا غريبينّيك، رواية مصوّرة عن الأيام الأولى لغزو روسيا لأوكرانيا، و“الإرث” (The Legacy)، عمل أدبي يعكس مصير روسيا بعد حرب نووية في سياقٍ ما بعد نهاية العالم.

قال أوروشادزه في تعليقه على نيله الجائزة: “يشرفني جدًا أن أتسلم هذه الجائزة نيابةً عن فريقنا من المتطوعين والكتّاب. وليس من المبالغة القول إن هذه الجائزة تُرسل رسالة أمل إلى كل من يؤمن، مثلنا، بأن كل كتاب يصل إلى قارئ هو دليل على أن القصص قادرة على تجاوز الحدود والحظر والخوف. أفكارنا دائمًا مع الكتّاب الذين ما زالوا معتقلين أو يعملون في ظروف خطيرة، ونشكر اتحاد الناشرين الأمريكيين ومجلسها على هذا الدعم والإلهام الذي سيساعدنا على مواصلة عملنا.”

تتضمن جائزة حرية النشر الدولية من اتحاد الناشرين الأمريكيين مبلغًا ماليًا، وقد أُنشئت تكريمًا لـ جيري لابر، وهي إحدى مؤسسات منظمة “هيومن رايتس ووتش” (Human Rights Watch) وعضو مؤسس في لجنة حرية النشر التابعة للاتحاد. ومن الجهات التي نالت الجائزة في الأعوام السابقة: دار يانوشكيفيتش للنشر (Januškevič Publishing House) من بيلاروسيا (تعمل حاليًا من بولندا)، دار إديتوريال دهبار (Editorial Dahbar) من فنزويلا، ودار إف آند جي إديتوريس (F&G Editores) من غواتيمالا.