هذا العام، حظيت مفاهيم التنوع والإنصاف والشمول باهتمام واسع في الأخبار. وبطبيعة الحال، فإن الاتحاد الدولي للناشرين، من خلال لجنة النشر الشامل (والقراءة)، يدعم قيام صناعة نشر شاملة تمكّن الجميع من أن يكونوا على طبيعتهم ويساهموا بأقصى إمكاناتهم. فالناشرون الشاملون يجذبون ويدعمون مؤلفين شموليين يكتبون كتبًا متنوعة، لجمهور قراء أكثر تنوعًا من أي وقت مضى ويقدّر الكتب الشمولية حق التقدير.
في الوقت الذي يتغيّر فيه النقاش حول مفاهيم التنوّع والإنصاف والشمول (DEI)، بات هناك اهتمام متزايد بمفهوم الانتماء. ورأينا أنه سيكون من المفيد التعمّق أكثر في هذا الموضوع من خلال جلسة نقاشية في لندن، نُظِّمت بالشراكة بين STM وإلسيفيير/RELX، عشيّة مسيرة (لندن برايد) London Pride، وبدعم كبير من راشيل مارتن (Elsevier/STM) وجينا ووكر (Elsevier). وقد كان عنوان الجلسة: «نخب التغيير – الارتقاء بمعايير الانتماء»، وجاءت بالتزامن مع فعالية (ثيرستي ثراسداي) Thirsty Thursday الدورية.
سعدت بتولي مهمة إدارة النقاش، وكنت محظوظًا بمشاركة ثلاث متحدّثات متميزات: إيما آبلبي (Open for Business)، سارة فيبز (STM)، ومارسيا باليسيانو (RELX). وبعد الجلسة، طرحتُ عليهن ثلاثة أسئلة محورية، وأود هنا أن أشارككم إجاباتهن وأفكارهن القيّمة.
هل يمكن أن تقدّموا لمحة عن مؤسساتكم وأدواركم فيها؟
إيما: مرحبًا! أنا مديرة البرامج في Open for Business. تُعد Open for Business ائتلافًا عالميًا من الشركات التي تؤمن بعالم تُعامَل فيه مجتمعات LGBTQ+ بعدالة ومساواة. نحن نعزّز الحُجّة الاقتصادية للشمول، ونقدّم للقادة الأدلة التي يحتاجونها لدفع عجلة الأعمال والاقتصادات قُدمًا وتعزيز حقوق مجتمع LGBTQ+.
سارة: مرحبًا! أنا مديرة شؤون الإنصاف والشمول في STM، وهي الجمعية التجارية العالمية التي تمثّل كبرى دور النشر الأكاديمية الرائدة في العالم. في دوري هذا، آمل أن أدفع نحو بناء نظام بيئي بحثي أكثر شمولًا يضمن تمثيل الأصوات المتنوعة، بما في ذلك من خلال عملي ضمن شراكة الناشرين مع الأمم المتحدة Research4Life لتعزيز تبادل المعرفة عالميًا بين الجنوب والشمال.
مارسيا: أتشرف بخدمة منصب رئيسة الاستدامة والمسؤولة العالمية عن المسؤولية المؤسسية في RELX. أعمل مع زملاء عبر مختلف قطاعات أعمالنا لضمان أن أداءنا غير المالي يعزّز ميزتنا التنافسية ويزيد من ثقة أصحاب المصلحة. نركّز على تعزيز الأثر الإيجابي الذي نتركه من خلال ممارسات أعمالنا، مع تقليل أي آثار سلبية إلى الحد الأدنى. كما نضع أهدافًا سنوية علنية للمسؤولية المؤسسية، ونلتزم بالتقارير الشفافة حول أدائنا. ونعمل على دعم أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة (SDGs) من خلال مركز موارد RELX للـ SDGs، حيث ننتقي أحدث المحتويات والأدوات من عبر أعمالنا وشركائنا الرئيسيين، ونوفّرها للجمهور العالمي. وقد سجّل الموقع أكثر من 300,000 مستخدم فريد العام الماضي.
ما هي النقاط الثلاث الرئيسية التي أردتم مشاركتها مع الجمهور حول الانتماء؟
إيما
- يمكن للانتماء أن يُحفّز الابتكار ويعزز الأداء التجاري. فعندما يشعر الناس بأنهم مرئيون حقًا، ومسموعون، ومقدَّرون، فإنهم يصبحون أكثر اندماجًا وتمكينًا لإظهار كامل شخصياتهم في العمل. وهذا يفتح المجال للإبداع، ويُعزز التعاون، ويقود إلى اتخاذ قرارات أفضل، وجميعها تترجم في النهاية إلى نتائج مالية أقوى. لدينا جميعًا تجارب شخصية يمكن أن نعكسها في هذا السياق، لكن على المستوى العالمي تُظهر أبحاث Open for Business أن تحسّن شمولية مجتمع LGBTQ+ يمكن أن يكون مؤشرًا على تحسّن قدرات الابتكار في الدولة (وعلى ارتفاع مؤشر الابتكار لديها).
- يجب أن يكون الانتماء جزءًا من كل فريق، وليس مقتصرًا على قسم الموارد البشرية. فنحن نرى أن المبادرات التي تُعزز شعور الموظفين بالانتماء داخل الشركة، مثل السياسات الصحية الشاملة والدعم المقدم لمنظمات المجتمع المدني، يمكن أن تُحسّن نجاح الشركة. على سبيل المثال، وجد دليل المستثمرين الصادر عن Open for Business أن الشركات الشاملة لمجتمع LGBTQ+ تحقق أداءً أفضل في أسعار الأسهم، وعائدًا أعلى على حقوق الملكية، وتقييمات سوقية أعلى، وتدفقات نقدية أقوى. لذلك، من المهم دمج الشمولية في صميم استراتيجية الأعمال، بدءًا من التسويق إلى الموارد البشرية والعلاقات العامة والعمليات.
- لا يقتصر الانتماء على الشركات الفردية فحسب، بل يمتد أيضًا إلى المستوى الوطني. فعندما يشعر الناس بالإقصاء أو التمييز، تخاطر الدول بخسارة مواهب قيّمة وإمكانات اقتصادية. فعلى سبيل المثال، نُقدّر أن بولندا تخسر ما يصل إلى 5 مليارات دولار سنويًا بسبب التمييز ضد مجتمع LGBTQ+، إضافة إلى معاناتها من “هجرة العقول” حيث يغادر العمّال الموهوبون إلى بيئات أكثر شمولًا. وهذا يبيّن أن تعزيز الانتماء ليس مجرد واجب أخلاقي، بل هو ضروري أيضًا لتعزيز القدرة التنافسية الوطنية والمرونة الاقتصادي.
سارة
- أكثر تجاربي دفئًا مع الانتماء كانت عندما كنت جزءًا من فريق قوي يشترك في قيم الثقة والانفتاح، حيث قُدّرت لاختلافي. وقد أكدت دراسة Better Up (2021) هذا، مبيّنة أن الانتماء يمكن أن يُحوّل الأداء، ويزيد من فعالية العمل بنسبة 56%، ويُخفض مخاطر دوران الموظفين إلى النصف، ويقلل من أيام الغياب المرضي بنسبة 75%. كما أثار اهتمامي ما كشفته أبحاث التصوير العصبي من أن “فقدان الانتماء” يُسجّل في الدماغ كإصابة جسدية، وهو ما يفسّر كيف أن لحظات صغيرة من الإقصاء يمكن أن تؤثر بعمق.
- في STM، ومن خلال لجنة المسؤولية الاجتماعية، نعمل على برنامج شمولية على ثلاثة مستويات: لأعضاء الجمعية التطوعية البالغ عددهم 400 عضو؛ داخل دور النشر التابعة لنا؛ وضمن الأبحاث التي ننشرها جماعيًا. نحن في رحلة لتحسين الفجوات في المشاركة بدءًا من استقطاب أعضاء إلى لجان STM، ووضع إرشادات للأحداث الشاملة، وتعزيز المساءلة عبر المنظمة بأكملها.
- لتعزيز الانتماء، نحتاج إلى تحسين ممارسات المساواة. واستلهامًا من بيئة التفكير التي طورتها نانسي كلاين، يمكننا ممارسة “جولات التفكير” في الاجتماعات. فنُعطي انتباهنا الكامل لكل متحدث دون مقاطعة لفترة زمنية محددة، ويتحدث الجميع بدورهم مع تقدير كل وجهة نظر. لقد بدأتُ بتجربة هذا النهج مؤخرًا، وأرى بالفعل أننا نُنتج أفضل الأفكار عندما يُشارك الجميع. وهذا يحمل إمكانات كبيرة لتغيير بيئة العمل، لذا أنصح بتجربته.
مارسيا
كان هناك محور رئيسي واحد أردتُ مشاركته: لطالما التزمت RELX بضمان شعور الجميع بالترحيب والتقدير والدعم والقدرة على النجاح، وسنواصل القيام بذلك. وقد أبرزتُ عمل مجلس الشمولية في RELX (RELX Inclusion Council)، الذي أرأسه، والذي يركّز على تعزيز أفضل الممارسات الداخلية والخارجية في مجال الانتماء والتقارير الشفافة، وكيف أن مشاركة كبار قادتنا—بما في ذلك في قمة RELX enERGize الأخيرة في الولايات المتحدة لرؤساء مجموعات موظفينا—تُعد أمرًا حاسمًا في تعزيز الحُجّة التجارية لصالح الانتماء.
ماذا تعلمتنَ من الفعالية؟ وهل كانت هناك أي مفاجآت؟
إيما: أعتقد أنه لم يكن مفاجئًا أن أرى عن قرب كيف تدفع RELX باتجاه الشمولية. لقد كانوا شريكًا عالميًا موثوقًا لنا منذ فترة، حيث يدعموننا ببيانات قيّمة لتقاريرنا، وكان من الرائع أن أكون جزءًا من هذه الفعالية.
سارة: استمتعت بسماع عرض إيما حول تقرير المدن الشاملة، وهو أمر نرغب الآن في دمجه ضمن إرشادات تخطيط الفعاليات الخاصة بـ STM.
مارسيا: أحببت الاستماع إلى وجهات نظر زميلاتي في الجلسة وكذلك أعضاء الجمهور. فقد أشارت سارة إلى أهمية ضمان أن يُمنح الجميع صوتًا داخل فرقنا؛ بينما تناولت إيما العمل المهم الذي تقوم به Open for Business في تقديم الحُجّة الاقتصادية لصالح الشمول؛ أما ميخيل (Michiel)، فإلى جانب إدارته البارعة للجلسة، فقد شارك كيف يتجسد الانتماء لدى موظفينا وفي شبكات الصناعة.
الخلاصة: استمعنا جميعًا إلى أن الانتماء يُعزّز الأداء والابتكار، وأن الانتماء والشمول مسؤولية مشتركة يجب أن تكون مدمجة عبر جميع الوظائف والفرق والمستويات القيادية، وعبر الصناعة بأكملها. كما سمعنا—تماشيًا مع أجواء Thirsty Thursday—أن جرعة من شمولية LGBTIQ+ سترفع من أرباحك، بينما الإقصاء يصيبك كأنه صداع ثقيل بعد سهرة؛ فهو حرفيًا يؤذي الدماغ. من الواضح أن الانتماء هو المكوّن السري للكوكتيل المثالي! إذن… نخب الانتماء!