خلال حديثها عن أهمية حرية النشر، أعادت غفانتسا جوبافا جذور هذا المبدأ إلى البدايات الأولى لصناعة النشر، حين تجرأ ناشرون شجعان على تحدي السلطات السياسية والاجتماعية المهيمنة. وفي سياق استعراض تطوّر جائزة حرية النشر إلى جائزة فولتير (Prix Voltaire)، كرّمت جوبافا فائزين سابقين، من بينهم راغيب زاراكولو، وإفرينسل، وتورهان غوناي، إضافة إلى ناشرين من فيتنام وبيلاروس ومصر ولبنان وهونغ كونغ وتايلاند. وأشارت إلى أن كثيرين منهم تعرضوا للترهيب والمضايقة والسجن، أو لما هو أسوأ من ذلك. ومع ذلك، واصلوا نشر أعمال تُساءل السلطة، محافظين على هذا التقليد العريق في النشر الذي يتحدى مجتمعاتنا ويحرّك أسئلتها.
وإلى جانب حرية النشر، شددت جوبافا على أهمية حقوق النشر بوصفها أداة يومية أساسية لضمان الحقوق المرتبطة بالكتب والترجمات والاقتباسات السينمائية أو المسرحية. وقالت: «تعرف الحكومات وشركات التكنولوجيا مدى أهميتنا. إنهم يحظرون كتبنا، ويسرقون أعمالنا لتدريب آلاتهم، ويؤمّمون نشر الكتب المدرسية التعليمية — وقد حدث ذلك مؤخرًا في بلدي، جورجيا».
وفي تسليطها الضوء على الحالة الجورجية، أوضحت جوبافا أنه منذ عام 2013، يخوض الناشرون في جورجيا نضالًا من أجل حماية السوق الحرة للكتب المدرسية، إيمانًا منهم بأن تنوّع المواد التعليمية عنصر أساسي في إعداد جيل جديد من المفكرين النقديين. لكنها عبّرت عن أسفها لأن بناء مواطنين أحرار ليس أولوية في البلدان التي تسعى فيها الحكومات إلى ترسيخ أنظمة حكم استبدادية.
واختتمت كلمتها بدعوة أعضاء الاتحاد الدولي للناشرين إلى تعزيز التعاون فيما بينهم، من خلال تجميع الخبرات المشتركة، وتبادل المعلومات، والاستفادة من الشبكات المهنية، من أجل الدفاع عن حرية النشر والنهوض بها على مستوى العالم.
حقوق الصور: معرض إسطنبول الدولي للكتاب