كما ورد في بيانات اتحاد الناشرين الأمريكيين (AAP)، تُقدَّر قيمة شركة أنثروبيك (Anthropic)، التي يقع مقرها الرئيسي في سان فرانسيسكو، كاليفورنيا، بحوالي 183 مليار دولار أمريكي — أي خمسة أضعاف إجمالي إيرادات سوق النشر الأمريكي خلال العام الماضي.
وقد تم توفير عدد من الموارد لمساعدة الكتّاب والناشرين على التعامل مع التسوية:
- يمكن الوصول إلى موقع الويب الخاص بمدير المطالبات من خلال هذا الرابط. يحتوي الموقع على معلومات شاملة حول القضية والتسوية وإجراءات تقديم المطالبات، بما في ذلك أداة بحث لمعرفة ما إذا كانت كتبك مشمولة في التسوية، بالإضافة إلى نموذج تقديم المطالبات. كما يوفّر الموقع عدة قنوات تواصل لطرح الأسئلة والحصول على الإجابات.
- كما تتوفر نسخة محدّثة من الأسئلة الشائعة الخاصة بالناشرين على موقع اتحاد الناشرين الأمريكيين عبر هذا الرابط.
قالت ماريا أ. بالانتِه، رئيسة ومديرة تنفيذية لاتحاد الناشرين الأمريكيين: «تُعدّ هذه التسوية خطوة كبيرة في الاتجاه الصحيح نحو محاسبة مطوّري الذكاء الاصطناعي على انتهاكاتهم المتهوّرة والصريحة لحقوق النشر. إن القرصنة قرار مروّع لأي شركة تكنولوجية، وكما تُظهر قيمة التسوية، فهو أيضًا قرار مكلف للغاية. لا ينبغي للقانون أن يكافئ شركات الذكاء الاصطناعي التي تجني الأرباح من السرقة.»
ومع اتضاح الصورة أكثر فأكثر بشأن استيلاء شركات الذكاء الاصطناعي الواحدة تلو الأخرى على الملكية الفكرية للمؤلفين والناشرين، نأمل أن تعترف المحاكم بأن استخدام الأعمال المحمية بحقوق النشر في تدريب الذكاء الاصطناعي من دون ترخيص أو قيود ليس استخدامًا تحويليًا ولا يُعد استخدامًا عادلًا، بل إنه يتعارض مع الأهداف الدستورية لقانون حقوق النشر ويقوّض الإمكانات الآمنة والكاملة للذكاء الاصطناعي لصالح الجميع. إن شركات الذكاء الاصطناعي لديها مصلحة ومسؤولية في احترام ودعم الصناعات الإبداعية التي تعتمد عليها في تطوير تقنياتها، وهي ملزمة بمشاركة القيمة التجارية الهائلة التي حققتها — والتي تعود في جزء كبير منها إلى مواهب واستثمارات المبدعين.
ولا تُعدّ أنثروبيك حالة استثنائية فيما يخصّ الانتهاكات، إذ إن كل مطوّر رئيسي آخر للذكاء الاصطناعي قد قام بتدريب نماذجه على حساب المؤلفين والناشرين، بل إن العديد منهم استمدّوا موادهم من مواقع تعدّ من أكثر المنصات انتهاكًا لحقوق النشر في العالم. إن هذا السلوك لا يُشكّل مجرد اعتداء على قانون حقوق النشر، بل هو أيضًا خرق مذهل للثقة بين تلك الشركات وعملائها من مستخدمي الذكاء الاصطناعي، وكذلك مع المجتمع المستقبلي ككل.
«لا شك أن الموافقة المبدئية للمحكمة على هذه التسوية تُعدّ إنجازًا كبيرًا وتستحق الاحتفاء ضمن قضايا حقوق النشر المرتبطة بالذكاء الاصطناعي»، جاء ذلك في بيان اتحاد الناشرين الأمريكيين، مضيفةً أن هذا الإنجاز ما كان ليتحقق لولا الجهود الهائلة التي بذلها الناشرون ومستشاروهم القانونيون، والمؤلفون ومحاموهم، وفريق المحامين الممثل لأعضاء الدعوى الجماعية، الذين عملوا جميعًا بتنسيق وتعاون لخدمة مصالح كل الأطراف المعنية. كما أعربت الاتحاد عن تقديره لشجاعة الكتّاب الثلاثة الأصليين الذين رفعوا الدعوى في بدايتها.
وأكد اتحاد الناشرين الأمريكيين أنها ستواصل التشاور وتقديم الدعم القانوني والصناعي في هذه القضية، ومع تقدّم مراحل الإشعارات وتفاصيل المطالبات، ستعمل على جمع المعلومات ومشاركتها على نطاق واسع مع مجتمع النشر.
وفي السياق ذاته، قال دان كونواي، الرئيس التنفيذي لاتحاد الناشرين البريطانيين: «يُعدّ هذا لحظة فارقة في النقاش العالمي الدائر حول حقوق النشر والذكاء الاصطناعي. فللمرة الأولى، توافق شركة ذكاء اصطناعي كبرى على دفع تعويضات للناشرين والمؤلفين مقابل استخدام مواد مقرصنة ضمن بيانات التدريب الخاصة بها، وهو انتصار واضح لأصحاب الحقوق المسجلين بموجب قانون حقوق النشر الأمريكي. ونأمل أن تكون هذه الخطوة إشارة واضحة لشركات التكنولوجيا حول العالم بضرورة ترخيص الأعمال وإنشاء سوق قانوني منظم لتدريب الذكاء الاصطناعي. ومع ذلك، يجب أن نعترف بأن نطاق هذا القرار محدود بطبيعته، إذ إنه يغطي فقط الاستخدام السابق للكتب المقرصنة لأغراض التدريب، ولا يضع سابقة قانونية واضحة تُلزم بترخيص ودفع مقابل كل محتوى محمي بحقوق النشر يُستخدم في تدريب الذكاء الاصطناعي، سواء في الولايات المتحدة أو على المستوى العالمي.»
«بشكل عام، تُعدّ هذه خطوة في الاتجاه الصحيح داخل الولايات المتحدة، غير أن المعركة الكبرى لحماية حقوق النشر في عالم الذكاء الاصطناعي، محليًا وعالميًا، ما زالت مستمرة وبقوة. وهنا في المملكة المتحدة، يعني ذلك أن على الحكومة أن تُركّز على مشروع قانون الذكاء الاصطناعي (AI Bill) وأن تُعطي الأولوية لضمان شفافية شركات الذكاء الاصطناعي بشأن المحتوى الذي استخدمته. تُظهر البيانات التي أفضت إلى هذه التسوية أن الشفافية الدقيقة ممكنة من الناحية التقنية، رغم محاولات شركات التكنولوجيا الكبرى الضغط للادعاء بالعكس. لقد أطلقت أكبر شركات التكنولوجيا عملية استيلاء واسعة على محتوى العالم، وتراهن على أن الحكومات والأنظمة القضائية حول العالم لن تلحق بها بالسرعة الكافية. ينبغي للحكومة أن تستمد الشجاعة من هذه التسوية وأن تُظهر قيادة حقيقية بإعادة النظام إلى منظومة المحتوى وضمان العدالة للجميع.»
وفي 23 يونيو 2025، أصدر القاضي ويليام ألسوب من محكمة المقاطعة الشمالية في كاليفورنيا أمرًا قضائيًا يسمح بمواصلة النظر في دعاوى انتهاك حقوق النشر ضد شركة أنثروبيك، والمتعلقة بنسخها الجماعي غير القانوني للكتب من مكتبات ظل رقمية. وفي 17 يوليو، قرر القاضي اعتماد الدعوى كقضية جماعية تشمل، بموجب تعريفها، الناشرين والمؤلفين على حد سواء.
وفي 25 أغسطس، قدّم الطرفان بيانًا مشتركًا للمحكمة يُشير إلى إمكانية التوصل إلى تسوية، ثم في 5 سبتمبر قدّما اتفاق التسوية المقترح للنظر فيه في جلسة الموافقة المبدئية بتاريخ 8 سبتمبر. ورغم أن القاضي رفض الموافقة على التسوية في تلك الجلسة الأولى، فإنه منح موافقته النهائية لاحقًا بعد إجراء مزيد من التنسيق بين الطرفين.