أطلق الاتحاد الدولي للناشرين خلال معرض فرانكفورت الدولي للكتاب 2025 جائزة جديدة بعنوان “جائزة حماة حرية التعبير (Freedom of Expression Defenders Award)”، والتي ستُمنح لأول مرة في معرض فرانكفورت 2026. تهدف هذه الجائزة إلى تكريم المؤسسات أو المنظمات العاملة في قطاع الكتاب التي أظهرت التزامًا واضحًا بحرية التعبير وحرية النشر وحرية القراءة من خلال أنشطتها ومبادراتها. وقد تشمل الأمثلة تحالفات تصدت لقوانين تقييدية، أو منظمات نظمت فعاليات توعوية حول أهمية هذه الحريات.

يمكن قراءة المزيد عن الجائزة وعلاقتها بـ جائزة فولتير (Prix Voltaire) عبر الرابط الرسمي.

تضمّن حفل الإطلاق مجموعة متميزة من المتحدثين، جميعهم من مبادرات تُعنى بالدفاع عن حرية التعبير.

غفانتسا جوبافا، رئيسة الاتحاد الدولي للناشرين، قالت: “إن حرية التعبير وحرية النشر وحرية القراءة هي ثالوث هشّ من الحريات. وحمايتها تتطلب يقظة دائمة. ونحن في الاتحاد الدولي للناشرين فخورون بإطلاق جائزة جديدة تُكرّم الأفراد والمؤسسات والجمعيات التي تدافع عن هذه الحريات حتى يتمكن الجميع من التمتع بها.”

بورهان سونميز، رئيس منظمة بن الدولية، صرّح: “يواجه العالم اليوم صعودًا في السلطوية والتمييز والكراهية، وهي حالة مقلقة شهدناها سابقًا. وعندما يُقسّم الخطاب السياسي الأمم ويؤجج الصراعات، تبرز الحاجة إلى بناء الجسور بين الناس. فالفنون والأدب والكتب والأغاني هي أساس العالم الذي ندافع عنه – عالم يتجاوز الحدود ويسعى لخلق مستقبل أفضل للجميع.”

كريستيان إيبرت، نائب رئيس التسويق والمبيعات في معرض فرانكفورت الدولي للكتاب، متحدثًا نيابةً عن يورغن بوس، قال: “إن تقديم هذه الجائزة في فرانكفورت بدءًا من عام 2026 ليس مسألة تنظيمية فحسب، بل هو التزام منّا. فلطالما كان المعرض المكان الذي يجتمع فيه الاتحاد الدولي للناشرين، والمكان الذي تُعاد فيه مناقشة الحريات الثلاث باستمرار: حرية التعبير، وحرية النشر، وحرية القراءة.”

يوليا كوزلوفيتس، مديرة مهرجان أرسنال الدولي للكتاب (كييف – أوكرانيا)، قالت: “بدأت الحرب في بلادنا عام 2014، ورأينا كيف يواصل المعتدي التقدم عندما لا يجد مقاومة. لم يعد كافيًا أن نقف معًا، بل يجب أن نكون أكثر نشاطًا ومبادرة. علينا أن نتذكر من فقدوا حياتهم دفاعًا عن حرية التعبير، ولكن أيضًا أن نحتفي بالأحياء الذين يكتبون وينشرون من أجلنا ومن أجل الحرية.”

أريزا آن نوكوم، رئيسة لجنة البرامج في المنتدى العالمي للتعبير (World Expression Forum)، قالت: “من خلال الكتب تعلمت كيف أهتم، وكيف أتعلم، وكيف أطرح الأسئلة، وكيف أشعر. ما كنت لأقوم بهذا العمل لولا ما يقوم به الناشرون والكتّاب والمؤلفون. فحرية الكتابة والقراءة والتعبير والإبداع هي الحريات التي ندافع عنها ونعززها في المنتدى العالمي للتعبير.”

كريستين إينارسون، الشريك المؤسس لمشروع “الديمقراطيات تعتمد على القراءة” (Democracies Depend on Reading)، أشار إلى أن: “إذا أردنا الحفاظ على الديمقراطية، يجب أن نضمن وجود مواطنين قارئين قادرين على المشاركة والدفاع عنها، لأن القراءة هي الأساس الذي تقوم عليه المشاركة الواعية.”

مارتينا شتيمان، المديرة العامة الجديدة لـ مؤسسة حرية التعبير (Freedom of Expression Foundation)، قالت: “الكتب من أول الأشياء التي تسعى الأنظمة السلطوية لحظرها أو إحراقها، لأن القراءة والنشر والتداول تمثل أفعال انفتاح ثقافي وتعددية. فالكتّاب والمحررون وبائعو الكتب وأمناء المكتبات هم حماة حرية تبادل الأفكار. وإذا كنا نريد مجتمعًا يحتفي بالاختلاف والتنوع، فعلى قطاع النشر أن يؤدي دورًا بارزًا في الدفاع عن هذه القيم.”

سبق إطلاق الجائزة اجتماع مفتوح حول حرية النشر، قدّمت خلاله لجنة حرية النشر في الاتحاد الدولي للناشرين تقريرها السنوي، واستعرضت تطورات الأوضاع في عدد من الدول.

وفي اليوم التالي، استضاف الاتحاد جلسة على المسرح الرئيسي بعنوان “كيف يمكننا مقاومة الهجمات على ثالوث الحريات؟” (التقرير الكامل هنا) أدارها بورتر أندرسون من بابلشنغ برسبكتفز ، بمشاركة: آنكه شتاينكه من بنغوين راندوم هاوس (الولايات المتحدة)، جايهو كانغ من اتحاد الناشرين الكوريين (كوريا الجنوبية)، شريف بكر من دار العربي (مصر).

يمكن قراءة المقابلات التي أجرتها مجلتا Publishing Perspectives وPublishers Weekly مع رئيسة الاتحاد غفانتسا جوبافا وكريستين إينارسون، رئيس لجنة حرية النشر في الاتحاد، عبر الموقع الرسمي.

حقوق الصورة: هولغر منزيل.